لكل ســـــــؤال جـــــــــواب

 

الفهرص الرئيسي  الكتاب المقدس  اللـــه  يســـوع  الخلاص  الأنبياء و الرسل    الإسلام  طقـوس مسيحية  العائلة  مواضيع أخرى


إذا كان الله واحد فلماذا الديانات المتعددة؟

الصديق العزيز سلام لك وتحية طيبة وبعد …

إذا كان الله واحد فلماذا الديانات المتعددة و هذا توضيح لما جاء في رسالتك من أسئلة.

إن الكتاب المقدس يؤكد إن الله واحد كما نقرأ في سفر إشعياء النبي (44: 6و8) "…هكذا يقول الرب....أنا هو الأول والآخر ولا إله غيري... هل يوجد إله غيري ؟

وفي العهد الجديد نقرأ في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس (8: 4و6) "ليس إله آخر إلا واحد". نعم الله واحد. أما الديانات فهي متعددة لأن الناس أشرار مضلين. فإن خطة الله واحدة منذ الأزل لم تتغير أي أن الله خلق آدم وحواء و قد كانا في الجنة ولكنهما أخطأا وعصيا وصية الله فسقطا. وبحسب قانون الله “أجرة الخطية هي موت". ولكن بما أن الله محبة فهو نفسه محب، وفيه كل معنى للمحبة، لذلك دبر للإنسان خطة للخلاص من عقاب الخطية والدينونة. وكان الحل هو في المسيح يسوع الذي مات عوضا عنا وسفك دمه حتى يطهرنا من كل خطية. وكل من يؤمن بالمسيح يخلص وينجو. وهكذا فإن المسيح أتى متمما خطة الله لفداء الإنسان. إذا مخطط واحد وفكر واحد لأن الله واحد.

ولكن بسبب شرور الناس نراهم خلقوا ديانات متعددة وفلسفات مختلفة وجمع كل واحد من أصحاب هذه الفلسفات حوله فئة من الناس. وهكذا أغمضت أعين الكثيرين عن الحق الإلهي والحب والتدبير العجيب للخلاص الثمين.

فالمسيح له المجد قال بفمه الطاهر "أنا هو الطريق" ولم يقل أنا هو طريق كأن هناك طرقا كثيرة. قال "أنا هو الطريق" (بأل التعريف) والحق والحياة … ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي".

ولماذا لم يكن هناك دين واحد ؟

نجيب بأن المسيحية ليست دينا بالمعنى المفهوم من كلمة دين. فالدين يعلمنا بحث الإنسان عن الله، أما المسيحية فترينا بحث الله عن الإنسان. قال المسيح بفمه الطاهر "ابن الإنسان (أي المسيح) قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" فهو قد جاء ليطلبك ويطلبني، ويخلصك ويخلصني، ومات عن خطاياك وخطايا كل العالم لكي يخلصنا، ويعطينا الحياة الأبدية.

إجابة هذا السؤال تشرح لنا شيئاً عن شخصية السيد المسيح الفريدة، والهدف الذي من أجله جاء إلى العالم. ولا بدّ من الإشارة إلى أن السيد المسيح لم يكن مجرّد نبي من الأنبياء الذين جاءوا كبشر لحمل رسالة الهداية للناس فحسب، بل كان الإله الذي ظهر في الجسد. فهو روح الله، والكلمة المتجسِّد الذي جاء ليكشف للناس مقدار محبة الله لهم. لقد كان المسيح إلهاً وإنساناً في آن واحد. صحيح أن المسيح جاء معلماً وكارزاً وهادياً. ولكنه بالإضافة إلى ذلك كان فادياً، وبهذا يختلف عن كل من جاء قبله أو بعده من الأنبياء والرسل. إذ أنه جاء لفداء الناس من الخطية والموت، فمات بدلاً عن الخطاة على خشبة الصليب، حتى أن كل من يؤمن به يحصل على الحياة الأبدية. والجدير بالذكر أن تعاليمه وهدايته وفداءه لم تقتصر على فئة معينة، ولكنها لجميع الناس دون استثناء.

دعني أحدثك عن موضوع الفداء لجميع الناس، مؤيدا الحديث بآيات من الكتاب المقدس.

السيد المسيح، الإله المتجسد، هو الوحيد الذي جاء إلى العالم حاملاً رسالة "الخلاص والفداء" وتتلخَّص فكرة الخلاص والفداء في إظهار محبة الله القدوس للبشر الخطاة. فشريعة الله العادلة تقضي بأن يُعاقب الخاطئ على خطئه، لأن النفس التي تخطئ موتاً تموت. ولكن كل البشر خطاة بدون استثناء، ولذلك جاء المسيح القدوس ليكون وسيطاً بين الله القدوس والإنسان الخاطئ، وبمجيئه أتمّ عمل المصالحة، ومات هو على الصليب بدلاً من الخطاة. فبدلاً من أن يُعاقب الإنسان الخاطئ، تحمل المسيح العقاب نيابة عنه، وبذلك افتدى المسيح الناس بواسطة موته عنهم على الصليب. فموت المسيح على الصليب معروف بأنه "موت المسيح الفدائي". وهو لم يمت عن فئة واحدة، بل عن كل الخطاة بدون استثناء. ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد ما يلي: "ولكن الله بيّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا" ( رومية 8:5). ويقول أيضا "لأنه إن كنا ونحن أعداء، قد صُولحنا مع الله بموت ابنه (أي المسيح) فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلُص بحياته. وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضاً بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المصالحة" (رومية 5 : 10 و 11).

ويذكر الكتاب المقدس أنه كما أن الخطية دخلت إلى العالم بإنسان (هو آدم)، فإن المصالحة مع الله تمت بواحد هو المسيح، فيقول: "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبراراً.. حتى كما ملكت الخطية إلى الموت، هكذا تملك النعمة بالبرّ للحياة الأبدية بيسوع المسيح" (رومية 5 : 19 و 21).

أما فيما يختص بموت المسيح الفدائي، وفيما إذا كان هذا الفداء ينحصر بفئة معينة، يقول الكتاب المقدس : "لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلّص به العالم" (يوحنا 17:3). فمحبة الله هي لكل العالم، وهو يريد الهداية لكل الناس كما أن الخلاص بواسطة المسيح هو لكل العالم أيضاً. والجدير بالذكر أن الخلاص من الخطية هو بواسطة الإيمان بالمسيح المخلّص حيث يقول الكتاب المقدس : "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). ويقول السيد المسيح أيضا : "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 6:14). وبهذا نرى أن المسيح جاء لهداية وفداء وخلاص الجميع دون استثناء.

مع تحيات قاسم ابراهيم

 


  وراء إلى الصفحة ما قبل   بداية الصفحة   إطبع هذا لتشاركه مع شخص آخر   

الفهرص الرئيسي  الكتاب المقدس  اللـــه  يســـوع  الخلاص  الأنبياء و الرسل    الإسلام  أعراف مسيحية  العائلة  مواضيع أخرى


LINC-Net كل الحقوق محفوظة لذى © 2001   .  
لا يمكن تغيير محتوى هذه المادة دون ترخيص مكتوب من طرف صاحب حقوق الطبع. 

DEV1-AQA-1.0-AR-0002